مقتل المتظاهر إيهاب الوزني في كربلاء
أعاد اشعال حراك تشرين الاحتجاجي
قتل الناشط ايهاب الوزني بمسدس كاتم الصوت بسبع طلقات، أربعة في الرأس أدت الى مقتله بالفور
قتل لانه ناشط مدني ورئيس تنسيقية كربلاء لتظاهرات
جهات مجهولة هي من قامت بقتلها والى هذه اللحظه لم يكشف عن الجناة الحقيقين
لم يستبعد إيهاب الوزني مقتله في يوما من الأيام بعد تصاعد الاحتجاجات التشرينية من عام 2019 ، اذ كانت منعطفا مهما في المسيرة السياسية للشعب العراقي " فالتهديدات بالتصفية الجسدية التي تعرض لها المتظاهر "إيهاب" كثيرة حتى أنهت حياته عدة رصاصات انطلقت من سلاح كاتم في التاسع من أيار 2021 من قبل ملثمين اثنين كانوا يستقلون دراجة نارية بالقرب من منزله في كربلاء". (احمد العيساوي) الصديق المقرب لإيهاب الوزني.
الناشط والمتظاهر في ساحات الاحتجاج "إيهاب جواد الوزني" بزغ نجمه في تظاهرات ساحة التحرير 25 شباط عام 2011 وسط العاصمة بغداد والتي طالبت بالقضاء على الفساد ومحاسبة المتسببين حينذاك لتبدأ رحلته الجديدة في تنسيقيات التظاهر وتمتد الى تظاهرات عام 2015 حيث المطالبة بانهاء ملف رواتب التقاعد لكبار المسؤولين في الدولة.
الناشط المدني من كربلاء احمد العيساوي يقول: "الوزني صوت الحق للمطالبة بحقوق الشعب"
في اخر تظاهرة اشترك به مع الوزني كانت قبل مقتله باسبوع واحد اذ تجمع مع العشرات من المتظاهرين قرب مشروع مستشفى المنشأ من قبل شركة تركية في كربلاء والذي افتتح من قبل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي منذ عام تقريبا، الا انه لم يدخل الخدمة لاسباب غير معروفة بحسب العيساوي اذ طالب "الوزني" والمتظاهرين بكشف ملفات فساد هذا المشروع وسبب عدم إدخاله للخدمة
" الوزني" والبالغ من العمر 45 عاما لم يرغب بالزواج نهائيا وكان لديه استشراف لمستقبل حياته اذ كان يقول لأصدقائه عندما يطرح عليه هذا السؤال فيجيبهم انه سيقتل فلمَ الزواج وترميل زوجته.
في الفديو ادناه يعكس ليلة حادثة الاغتيال حيث انه غادر ساحة الاحتجاج في كربلاء عند الساعة 11:30 ليلاً متجها الى منزله وما ان وصل ليركن سيارته بقرب المنزل حتى تم استهدافه من قبل ملثمين يستقلون دراجة نارية بسلاح كاتم وهذه الحادثة هي ذاتها التي استهدفت الناشط "فاهم الطائي" في كانون الأول من عام 2019 ، وبهذه الحادثة يصل عدد الذين تم استهدافهم في كربلاء بعمليات التصفية الى ثلاث ناشطين منذ اندلاع حراك تشرين، رغم ان موقع استهداف الوزني حصل في اكثر المناطق امنا بكربلاء لقربها الشديد من محيط العتبات المقدسة وسط وجود المتابعات الأمنية من نقاط التفتيش والكامرات
حادثة مقتل "إيهاب" الهبت ساحة الاحتجاج في كربلاء لتتسع التظاهرات في شوارع وازقة كربلاء شملت معظم المدينة اذ تم قطع شوارع المدينة بالاطارات المحترقة من قبل المحتجين الغاضبين وشل للحركة في اغلب مناطق المحافظة حتى وصل الاحتجاج في الليلة الثانية الى تجمهر المحتجين امام القنصلية الإيرانية واشعال النيران في أماكن الحمايات الخارجية للمبنى حتى تم تفريق المحتجين من قبل قوات الشغب الحكومية.
وجهت المفوضية العليا المستقلة لحقوق الانسان في العراق وجهت انتقادها المباشر للأجهزة الأمنية لضعفها في حماية الناشطين لتقول ان هذا الامر تسبب بمغادرة البعض منهم خارج العراق والاخرين اصبحوا فريسة للحوادث كما وصفتهم، واشارات ان اغتيال الوزني هو استكمال لمسلسل الاغتيالات التي طالت أصحاب الكلمة الحرة.
هذه الحادثة اثارت ردود افعالا كبيرة على المستوى السياسي والدولي اذ ان السفارة الامريكية في العراق عدت الحادثة انتهاجا للعنف و طريقة لتكميم الافواه وان الولايات المتحدثة الامريكية تقف مع من يسعى الى عراق سلمي مزدهر، السفير البريطاني في العراق “ستيفن هوك” من جانبه اشار الى ضرورة محاسبة الجناة وحماية العراقيين مع قرب الانتخابات وان زيادة حوادث القتل نتيجة "الإفلات من العقاب".
الملفت للنظر في هذه الحادثة ان الاستنكارات صدرت من قبل زعماء لاحزاب سياسية حاكمة في العراق اذ قال رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم ان " يتعرض له بعض الناشطين والإعلاميين من حالات تضييق من جهات مجهولة تضع الحكومة وأجهزتها الأمنية أمام مسؤولية المتابعة الحثيثة لهذا الملف وضرورة كشف الجهات التي تقف وراء هذه الجرائم"، فيما وصف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في تغريدة له حوادث الاغتيالات بأسلوب الجبناء او النيل من امن الوطن وان قوى الشر بحسب وصفه تتكالب مع اقتراب العملية الديمقراطية في إشارة الى انتخابات تشرين من عام 2021 المزمع اقامتها.
الأحزاب والحركات التشرينية والمدنية في العراق أعلنت تعليقها التعامل مع النظام السياسي الحالي ومقاطعتها وكان من ابرزها البيت الوطني و الاتحاد العراقي للعمل والحقوق و حركة نازل اخذ حقي الديموقراطية و حزب الشعب - فائق الشيخ علي و الحزب الشيوعي و الجبهة المدنية العراقية - شروق العبايجي و تيار بناة العراق.
حزب البيت الوطني وهو احد ابرز حركات تشرين السياسية التي تشكلت حديثا أعلنت في بيانا انها ستنتهج سبل جديدة واليات مغايرة لإعادة الضغط الجماهيري بطرق قانونية ومشروعة ودعت بعثة الأمم المتحدة في العراق الى تحمل المسؤولية اتجاه ما يحدث وان لا تسلك أسلوب البيانات والأرقام.
السياسي المعروف فائق الشيخ علي أعلن بشكل واضح انسحابه من الانتخابات النيابية المقبلة والتهيؤ الى ما اسماه بإكمال مسيرة الثورة ضد ايران وميليشياتها.
ووجه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وزير الداخلية للتحقيق بملف مقتل الوزني والكشف عن ملابسات الحادث، الا ان التوجيه الحكومي هذا واجه انتقادا واسعا من قبل عشرات المتظاهرين فهم يرون ان اللجان التحقيقية المشكلة من الحكومة الحالية والسابقة مجردا حبرا على ورق من دون نتائج ملموسة فلم يتم الكشف عن قتلة المتظاهرين الذي بلغ عددهم الـ800 متظاهر منذ تشرين 2019.
و وجه رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، الأحد، أجهزة وزارة الداخلية بسرعة الكشف عن قتلة الناشط المدني إيهاب جواد الوزني
(9 آيار 2021)، ان الكاظمي خلال الجلسة الإعتيادية لمجلس الوزراء، أكد على "ان قتلة الناشط الوزني موغلون في الجريمة، وواهم من يتصور أنهم سيفلتون من قبضة العدالة، سنلاحق القتلة ونقتص من كل مجرم سولت له نفسه العبث بالامن العام"
وأضاف، "المجرمون أفلسوا من محاولات خلق الفوضى واتجهوا الى استهداف النشطاء العزّل، لكن القانون سيحاسبهم مثلما سقط آخرون في قبضة العدالة من قبل
الناشط المدني محمد ياسر يقرء حادثة الاغتيال بانها محاولة لخلق الفوضى في العراق فهناك من لا يروق له استقرار البلد فضلا عن العمل على تكميم الافواه المنادية بالحقوق المسلوبة كما يقول وان هذه الحوادث ستتكرر متهما بوجود تواطئ حكومي في مثل هذه الحوادث اذ لم يتم الكشف عن مقتل جميع المتظاهرين منذ تشرين 2019.
المتظاهر حسن العراقي يصف متظاهروا تشرين بانهم عبارة عن مشاريع استشهاد لاجل تحقيق المطالب التي نادت به ساحات التظاهر وان اغيتال الوزني هي حلقة لاكمال مسلسل انهاء ملف حراك تشرين على الرغم من انها كانت على العكس اذ اشعلت من جديد ساحات التظاهر الأيام المقبلة ستظهر ردة الفعل لدى المحتجين في جميع المحافظات العراقية.
وفي هذا الصدد يقول الوزني: "انتصارا لدماء الشهداء الابرياء الذين اغتالتهم آلة السلطة والمليشيات المجرمة #مقاطعون, ولن نكون شهود زور على مسرحية انتخاباتكم الهزيلة التي ترجون لها".
فديو لكلام جرئ للناشط ايهاب الوزني قبل اغتياله
مطالب المتظاهرين الرئيسية تكمن عن الكشف عن قتلة ايهاب الوزني وقتلة فاهم الطائي واسقاط النظام واقالة المحافظ وقائد الشرطة وقائد العمليات.
وقد تم اصدار تعليمات امنية بمنع التظاهرات ومنع الاعلاميين من الوصول إلى مكان التظاهرات مع إصدار بيان بحظر التجوال في محافظه الكربلاء، وتم الهجوم على المتظاهرين في ساحة الاحتجاج وقمع التظاهرات كما تعرض مصور قناة البغدادية "فاضل الغزي" لضرب بالصجم.
مع أنه لم يستحصل المتظاهرين على اي موافقة رسمية ، ومع ذلك خرجوا إحتجاجاً على مقتل " ايهاب الوزني" رئيس تنسقية تظاهرات كربلاء. مع تواجد القوات الامنية المسؤوله عن حماية المنطقة الجيش بالقرب من فلكة تربيه في المحافظة.
و وعدت المتظاهرين بالاستمرار في التظاهرات و تكملة مهمة " إيهاب الوزني" لحد إسقاط الحكومة نهائياً.